languageFrançais

من ملك الرومانسية إلى متهم بالإرهاب: محطات فاصلة في حياة فضل شاكر

فجّر الفنان اللبناني المعتزل فضل شاكر مساء أمس الأحد 1 أفريل 2018 مفاجأة بقراره العودة إلى الغناء من خلال طرح أغنية جديدة بعنوان ''ليه الجرح''، في حواره الأخير ببرنامج "حكاية طويلة" الوثائقي عبر شاشة قناة "الجديد" اللبنانية. 

وظهر فضل شاكر الذي احتفل أمس بعيد ميلاده الـ49 رفقة نجله وهما يؤدّيان الأغنية ليتمّ بسرعة تداول الفيديو على مواقع التواصل الإجتماعي، هذا الظهور دفع موقع "في الفنّ" إلى نشر مقال عن التفاصيل الكاملة للأزمات التي قلبت حياته.

وتطرّق المقال كيف تحوّل ملك الرومانسية إلى متّهم بالإرهاب والتطرّف ليصبح مطلوبا للعدالة، كيف انتقل من أضواء الشهرة وعدسات الكاميرات إلى عيون ترصد تحركاته واتهامات تحاصره، من مسرح مليء بعشاق الأغاني إلى ساحات المحاكم وأحكام القضاة.

فضل شاكر الذي عاش أزمات كثيرة خلقت فريقا متعاطفا مع صاحب أغاني "روح" و"لو علي قلبي"، وفريقا آخر غاضبا من رفيق أحمد الأسير.

ظهور على قناة "الرحمة"


في البداية، تمّ تداول بعض الأخبار عن اعتزال فضل شاكر، إلى أن حُسم الأمر عند ظهوره لأول مرة على قناة "الرحمة" من مدينة صيدا في لبنان ليعلن اعتزاله للغناء.

قرار أحدث صدمة لدى جمهوره الكبير الذي لم يصدّق الخبر، إلى أن تمّ نشر البعض من مشاركته في مظاهرة داعمة للثورة السورية ومعارضة لبشار الأسد في بيروت، وفيديوهات أخرى وهو يغني بعض الأناشيد الدينية لتلاحقه شائعات انضمامه إلي المقاومة السورية.

 

 

ثم ظهر المطرب في فيديو قصير تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليعلن فيها عن تشكيل كتائب مقاومة يجهز فيها مجموعة من الشباب للدفاع عن أعراض مسلمات سوريا وعلى المجازر التي تحدث هناك، وتوعد رئيس بلدية صيدا وأعضاء تنظيم حزب الله بالقتل، ومقطع لاحق عليه وهو يشمت في مقتل شخصين لم يوضح هويتهم، ويتمنى قتل المزيد.

الأمور تتطور سريعا والأخبار تتلاحق، فالمطرب الذي استغرق أكثر من 20 عاما يحفر في تاريخه الفني،أصبح يواجه حكم الإعدام، إذ صدر قرار القضاء العسكري اللبناني بإعدامه سنة 2013 بتهمة تشكيل جماعات مسلحة لارتكاب الجنايات والنيل من سلطة الدولة، وبهدف القيام بأعمال إرهابية والهجوم على عناصر الجيش اللبناني، وحيازة الأسلحة، بعدما صرح في فيديو عن قتل جنديين من الجيش اللبناني في اشتباكات معه بصيدا.

وبعد صدور حكم الإعدام توقفت أخباره ليختفي عن الأنظار لفترة طويلة، وأشيع للمرة الثانية خبر وفاته في اشتباكات بمدينة "سيدا" مع الجيش اللبناني، لتظهر ابنته رنا شاكر لتنفي ذلك وتؤكد أن والدها بصحة جيدة، وأن ما تردد حول مقتله لا صحة له. 

 

 

الظهور المفاجئ 


بعد مدّة قصيرة عاد فضل شاكر إلى الظهور مجدّدا في لقاء تليفزيوني على قناة LBC، ليظهر بشكل الفنان الذي تعود عليه جمهوره ليؤكد أنه لم يقاتل ضد الجيش اللبناني كما لم يشارك في معركة "عبرا"، وأن ما حدث هو تعاطف مع السوريين وانه ضد القتل والخطف، وكان على اتصال بأجهزة أمنية لخروجه من المنطقة التي كان يوجد بها ليستأنف حياته الطبيعية، كما عبر أيضاً عن اشتياقه إلى عودة كل شي إلى ما كان عليه.

رفض المطرب خلال اللقاء الحديث بوضوح عن نيته العودة للغناء أم لا، إلا أنه بالرغم من ذلك لم ينفي احتمالية إقامة حفل، قائلا "مثل ما بيريد الله".

وكشفت محاميته زينة مصري خلال لقائه مع برنامج "ET بالعربي"، تفاصيل جديدة بقضيته، إذ أصدرت المحكمة العسكرية الحكم غيابياً على فضل شاكر في قضية المتهم فيها بتشكيل عصابي مسلح، والتصدي به للحكومة اللبنانية، ومشاركته فى معركة "عبرا"، والتي تصدى فيها المسلحون ضد الجيش اللبناني بالسجن 15 عاماً مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية ، وذلك في 28 سبتمر 2017.

 

 

مفاجآت فضل شاكر لم تتوقّف، وبعد مرور عدة سنوات من قرار الاعتزال، أطلّ على جمهوره ليعلن عودته للغناء من جديد.

وقد تحدث المطرب عن العديد من الأسرار حياته، والذكريات وتفاصيل "أحداث عبرا"، وغنى "بحبك يا لبنان" وأغنيته الجديد بعنوان "ليه الجرح" وهي من كلمات هاني عبد الكريم، وألحان وليد سعد.

وأكّد شاكر في الحوار لـ"حكاية طويلة" أنّه لن يغني في لبنان مجدّدا لأنّه يعلم أنّ اللبنانيين لن يتقبلوه بعد حملة التشويه التي طالته، قائلا "أتمنى العيش بعيدا ولو في الأمازون" على حدّ تعبيره